اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 117
وقد يقال: بأنه صلى الله عليه وسلم قد يكون ترك ذلك لمعنى غير التحريم، كما ترك أكل الضب [1] لمعنى غير التحريم.
ويتمسّكون كذلك بالمعروف عن الأئمة رضوان الله عليهم وفيهم مالك والشافعى وأحمد وغيرهم، وهى مع احترامها وجلالتها لم تخرج عن أنها الاجتهاد والرأى ودعوى الإجماع متعذرة.
وإذا كان ذلك كذلك فاعتماد أحد الطرفين على النصوص وحدها فيه مجال للنظر، وإنما ترجح كفة أحدهما بالنتائج.
[5 - هناك وسائل أخرى أجدى من الترجمة]
قال المناصرون للفكرة: إن العالم الآن فى حاجة إلى تعرّف الإسلام، والسكوت عن الدعوة: تقصير، ولا يمكن القيام بها إلا بترجمة معانى القرآن.
وقالوا: هناك ترجمات كثيرة تشتمل على أخطاء يجب لتصحيحها أن يكون هناك ترجمة أصلية.
وقالوا: لا بد من انتهاج خطّة جديدة فى الدعوة، لأنّ الخطة السالفة تكاد تكون حلما من الأحلام، فإذا كان أسلافنا قد استطاعوا فى الماضى أن يحملوا الأمم على أن تتعرّب فنحن لا نستطيع ذلك، وإذا فلا بد من نقل معانى القرآن إلى ألسنة الناس.
ذلك مجمل ما يدلون به من أسباب لمناصرة المشروع والدعوة إليه.
ونقول لهم: أمّا عن تعميم الدعوة ووجوبها: فنعم، وأما أنها لا تكون إلا بترجمة القرآن: فلا نوافقكم عليه، بل قد يكون غير هذه الوسيلة أجدى منها، وإن القرآن ليسمو بترتيبه الربّانى عن أمزجة العصور وأهواء الأمم، فلو وضع لهذه الأمم كتاب عصرى مرتّب [1] رواه عن خالد بن الوليد رضي الله عنه: أحمد (5/ 49) والبخارى (5391) و (5400) ومسلم (1946) والنسائى فى" المجتبى" (4316) و (4317) وفى" الكبرى" (4829) و (4828) وابن ماجة (3241) والطبرانى فى" الكبير" (4/ 108، 109). ورواه عن ابن عباس رضى الله عنهما: أحمد (1/ 568) ومسلم (1948) والطبرانى فى" الكبير" (12/ 189) والبيهقى فى" السنن" (14/ 305). ورواه عن ابن عمر رضي الله عنهما: أحمد (2/ 208) والبخارى (7267) ومسلم (1944) وابن حبان (5264) ومالك (1806) والدارمى (2015).
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 117